الاثنين، 1 أغسطس 2011

انا لم اخلق لك ولا لسواك ايضا.....


ربما في زمن ما كنت فراشة ملونة، أو سنونوة مهاجرة، أو ريشة نابضة في علبة ألوان لرسام إيطالي، أو ربما كنت لوحة معلقة على جدار في مقهى باريسي قديم، أو وردة من الدانتيل الأسباني مطرزة على قميص فتاة يابانية أنيقة، أو حقيبة يد صغيرة، أو أغنية منسية، أو ابتسامة، أو موعد منتظر، أو كرسي خشبي مقابل بحيرة، أو البحيرة المقابلة للكرسي الخشبي، أو الحديقة التي بها الكرسي والبحيرة، أو ربما كنت شجرة توت، أو قطعة - اكلير - شهية، أو ضحكة طفلة شقية، أو غيمة وردية، أو سمكة في حوض صغير في مدخل عيادة أسنان، أو لحن لـ - كلايدرمان - أو زنبقة، أو عطر ثمين، أو ضوء معلق في شارع، أو فقاعة صابون تطير في الهواء… وتختفي !
يحدث أحياناً...، ربما.
أن تحط فراشة ملونة على ضوء معلق في شارع وتحترق، فتأتي سنونوة مهاجرة وتبكي طويلاً على الفراشة، مشهد حزين في لوحة لرسام إيطالي معلقة على جدار في مقهى باريسي قديم، ترتاده فتاة يابانية أنيقة جداً، تحمل حقيبة يد صغيرة، تشتري قطعة - إكلير - وتلبس قميصاً مطرزاً بوردة من الدانتيل الأسباني، تدندن أغنية منسية، تنظر للوحة طويلاً، تبتسم.. تتذكر موعدها في الحديقة المجاوة للمقهى تحت شجرة التوت تحديداً، تذهب مسرعة وتجلس على الكرسي الخشبي المقابل للبحيرة،  تمر من أمامها طفلة شقية، ممسكة بحلوى قطنية، ترفعها للأعلى وتقول لأمها: أنظري إنها غيمة وردية، تضحك الأم والطفلة معاً، يأتي حبيبها أخيراً.. طبيب الأسنان الذي يعشق السمك كثيراً، يعانق فتاته اليابانية، فتمطر السماء لحناً كلاسيكياً لـ - كلايدرمان - يهديها زنبقة وعطراً ثميناً، يهيمان في الحب وسط فقاعة صابون، تطير بهما في الهواء… وتختفي !

يحدث أحياناً...، ربما !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق